بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان الا علي الظالمين ، وأشهد ألا إله الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده و رسوله ... ثم أما بعد :
غزة .. و الموقف الحرج هناك .. كتب عنه الكثير وقامت التظاهرات و دعى لهم المشايخ علي المنابر وقام الكثير من أمتنا الليل ليدعوا لهم و أنشغل عنها الأكثرية لمتابعة كأس الأمم الأفريقية .. المهم أني استوقفني شيئان :
الأول : فتح المعبر ..... والثاني : غلق لمعبر ..... شئ غريب فعلاً يستحق الكلام عنه
منذ ايام قام الفلسطينون بكسر المعبر و العبور الي الجانب المصري وعندها أعرب رئيس الجمهورية / محمد حسني مبارك .. أنه هو من أعطي الأمر للأمن المصري بالسماح لهم بالعبور وهاجم أمريكا و إسرائيل علي ما قالوه أن هذا مخالف للقوانين وموقف مخزي من الجانب المصري ووضح أن مصر هي الشقيقة الكبري للأمة العربية ولفلسطين .
كلام جميل جداً و مشجع و أنا أعجبت به ليس أنا فقط ولكن الكثير من الناس الذين لم يتركوا مكان إلا و ذكروا فيه ما قاله الرئيس ودعوا له ... ولكن بعدعا بيوم واحد .. يوم واحد فقط قام الأمن المصري بطرد الفلسطينيين شر طرده الأمر الذي أدي الي مشاحنات وقع علي أثرها الكثير من عناصر الأمن _ الغلابة _ والفلسطينيين .
ولك أن تتأمل مناظر الفلسطينيين عندما وجدوا أن الجدار الفاصل و الحاجز الحدودي الذي هدم وجدوا بدلاً منه حائط بشري وليس كالحوائط التي تكون في مباريات كرة القدم ... لا حائط منيع الذي يحاول العبور يلقي ما لا يحمد عقباه و عندما قذفت عليهم الحجارة ردوا عليهم بوابل مثله أو أشد .
وقامت قناة الجزيرة بتغطية الموقف و إجراء أحاديث ممع بعض الفلسطينيين ( وشئ يقيني أن تخرج علينا جرائد حكومية و مجلات كروز اليوسف لتهاجم الجزيرة وتتهمها بالعمالة وسب مصر وانه قناة ولولة و ... و.. ) ...
أول لقاء كان مع سيدة فلسطينية عمرها في الأربعينيات كأمهاتنا قالت فيه :
حرام اللي بيحصل ده خلاص أخوانا في مصر مش مستحملنا .. منكم لله يا شعب مصر فين القيادة و فين الرئيس !!
أما الثاي فكان لرجل فلسطيني في الفثلاثينيات رب أسرة قال :
أنا والله ماعارف أخونا الجندي المصري بيعاملنا كده ليه ؟!! أنا لو كنت أعرف أن ده هيحصل أنا مكنتش جيت
والثالث كان مع رب أسرة ولكن كان داخل غزة .. ولم يأتي لمصر لأنه لا يملك مال للتزود بالغذاء و الأدوية والوقود كما فعل البعض .
هذه الحوارات تمثل الفئتين الموجودتان الآن بغزة ..
فئة ليس مها من حطام الدنيا شئ .. أستلمت لليأس و فوضت أمرها الي الله
وفئة أخري معها بعض المال _ سواء مدخرات أو سلف _ و تريد التزود بالغذاء والأدوية لكن منعت !!
ولي تساؤل هنا .. لقد فتحت المعابرالحدودية .. لماذا لم يتم تنظيم العبور؟!! .... هل لأن المعبر فتح عنوة وليس بأرادة الجهات المصريه فلم يكن أمامهم إلا خياران ..
قمع الفلسطينيين : ولكن لو أن هذا حدث لكان هنالك معارك .. لأن مصر بالنسبة للمحاصرين في غزة الأمل أمامهم .. الحياة .. بقعة النور الواضحة في الظلام الدامس الذي يعيشون فيه .. مركز طبي علي أعل مستوي بعد أن أغلقت المستشفيات أبوابها و الصيدليات أصبحت خاوية علي عروشها .. أنا لو كنت من أهل غزة لفعلت أكثر من هذا أتخيل أطفالي الذين يصرخون من الجوع .. أمي التي أصيبت بنوبة بعد أن توقفت عن تناول دواء السكر لأكثر من أسبوع .. والدي الذي يعتصره الألم ولا أجد له دوائه .. مصربالنسبة لأهل غزة هي الأمل .
أما الحل الأخر : هو ركوب الموجة و السماح لهم بالتزود بالغذاء و الدواء لفترة وجيزة بعدها تعود ريما الي عادتها القديمة .
و أختارت مصر الحل الثاني و بعد يوم واحد .. هاج البحر ومنع الفلسطينين من العبور وعاد الحصار من جديد !!
ما أشبه الليلة بالبارحة !!!
وعدنا ندعوا لهم الله ألا يتخلي عنهم بعدما تخلي الكل عنها وأولهم نحن مصر
اللهم لا تتخلي عنهم .. اللهم أطعم جائعهم .. واسقي عطشاهم .. واشفي مرضاهم ... وانصرهم وانصرنا علي اعدائنا .. اللهم عليك باليهود ومن هاودهم و الأمريكان ومن عاونهم .. اللهم احصهم عددا ، واهلكهم بددا ، ولا تبقي منهم أحدا ... اللهم أعزنا ولا تذلنا .. وأثرنا ولا تأثر علينا .. وارفعنا ولا تضعنا .. وأكرمنا ولا تهنا ..
آمين ... آمين .... آمين
لقد أدمي قلبي عندما سمعت قول هذه الأم .. منكم لله يا شعب مصر .. والله شعب مصر لا يتمني لكم هذا وعمرنا ما كنا سنقول لكم أن بلادنا ما تتسع لكم .. مصر تنهب من عهد الفراعنة وحتي الآن تسير ببركة الله .. والله هو الرزاق وليس نحن ولا أمريكا ولا أحد .. ولكن كما قال الشاعر :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أحلام الرجال تضيق
وختاماً أوجه ثلاث كلمات ..
للسيد الرئيس / محمد حسني مبارك أناشده ونناشده ... بأعادة فتح معبر رفح و فتح الباب لعبور الحالات الحرجة الي المستشفيات المصرية وأبشره بقول الله تعالي :
" مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً "
( سورة المائدة : الآية 32 )
وأذكره بقول الله تعالي :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {52}"
و أذكره عندما سأل أبو ذر رضي الله عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله ألا تستعملني_أي في منصب_قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف و إنها أمانة و إنها يوم القيامة خزي و ندامة إلا من أخذها بحقها و أدى الذي عليه فيها .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {52}"
( سورة المائدة )
و أذكره عندما سأل أبو ذر رضي الله عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله ألا تستعملني_أي في منصب_قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف و إنها أمانة و إنها يوم القيامة خزي و ندامة إلا من أخذها بحقها و أدى الذي عليه فيها .
صححه الألباني
وأخيراً بقول سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه :" من ولي أمر المسلمين .. فهو عبد المسلمين "
والي أخواننا المحاصرين في غزة أقول لهم :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
( سورة آل عمران : الآية 200 )
ونحن لن ننساكم أبداً ، ولن نتخلي عنكم ، وسنعمل ما في وسعنا لرفع الحصار عنكم .والي المسلمين في كل مكان :
ألا هبوا لنصرة أخوانكم وتدينكم وذلك بنصرة الله .. انصروا الله ينصركم .. هذا وعد ربنا ..
( سورة النور : الآية 55 )
ابتعدوا عن المعاصي والذنوب .. ألا تستطيعون الكف عن معصية الله وسماع المحرمات وفعل الموبقات .. ونواظب علي قيام الليل لندعوا لهم فالدعاء هو العبادة أذكر نفسي و إياكم بذلك .وهناك أمر آخر يمكننا ان نساعد أخوانننا هناك بإرسال ما يحتاجون اليه اليهم من أدوية وطعام و أغطية "انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ( سورة التوبة : الآية 41 )
وهناك جهات تقوم بهذا العمل علي سبيل المثال : الجمعية الشرعية وهي تقبل التبرعات والمساعدات نقديا و عينيا .
واحذروا ممن يخدعوننا ويقولون انهم ليسوا من مستحقين الصدقات انهم كاذبين ، ولا تعاونوا اليهود في هذا ونحاصرهم نحن أيضاً .
وهناك جهات تقوم بهذا العمل علي سبيل المثال : الجمعية الشرعية وهي تقبل التبرعات والمساعدات نقديا و عينيا .
واحذروا ممن يخدعوننا ويقولون انهم ليسوا من مستحقين الصدقات انهم كاذبين ، ولا تعاونوا اليهود في هذا ونحاصرهم نحن أيضاً .
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وختاماً مع مجموعة من المقاطع المؤثرة
غـــــــزة لن تنـــــــكسر
لفضيلة الشيخ / أبو إسحاق الحويني
ولفضيلة الشيخ / محمد حســــان
غـــــــزة لن تنـــــــكسر
لفضيلة الشيخ / أبو إسحاق الحويني
ولفضيلة الشيخ / محمد حســــان
ودمتم

هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
أولا:أحب أكون أول المهنئين على انضمامك لعالم التدوين وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لنصرة الإسلام ويرشدنا إلى الحق
ثانيا:موضوع مناشدة الرئيس مبارك ده ماتتعبش نفسك فيه عشان الراجل لو كان باكي على غزة كان فتح المعبر من زمان وماسابش سبعين واحد يموتوا قبل كده أو كان على الأقل سمح بدخول البضائع والتبرعات اللي انت بتحث الناس على جمعها
ثالثا: التبرعات والدعاء ونشر القضية كلها أمور لا بأس بها ولكن ماذا عن التحركات الشعبية للضغط على الأنظمة كي تفتح المعابر فهذه هي اللغة التي يفهمونها
جزاك الله خيرا ووفقنا جميعا إلى الصواب
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
" ثانيا:موضوع مناشدة الرئيس مبارك ده ماتتعبش نفسك فيه عشان الراجل لو كان باكي على غزة كان فتح المعبر من زمان وماسابش سبعين واحد يموتوا قبل كده أو كان على الأقل سمح بدخول البضائع والتبرعات اللي انت بتحث الناس على جمعها"
يا عم معذرة الي الله لازم ننصحه ونحاول نوضحله يمكن مش واخد باله !!
" ثالثا: التبرعات والدعاء ونشر القضية كلها أمور لا بأس بها ولكن ماذا عن التحركات الشعبية للضغط على الأنظمة كي تفتح المعابر فهذه هي اللغة التي يفهمونها"
والله لو كانت بلا مخالفات شرعية يبقي تمام .. لكن حرق اعلام وسب و تكسير ده يضيع الحق مش يجيبه يا كريم ... وبعدين حصل بالفعل مظاهرات والنتيجة ..
المعبر اتفتح من ناحية فلسطين مش احنا اللي فتحناه يعني المظاهرات معملت حاجة وأهه أتقفل تاني
ومتنساش انهم منعوا المساعدات توصل عشان كانوا عرفين ان هيحصل قلق و اعتصام هناك .. انا مبقلش ان من حقهم يمنعوا المساعدات عشان خايفين تحصل تظاهرة لفتح غزة
لكن انا متهيقلي الاول دلوقت نوصل المساعدات وصبر أهل غزة علي الحصار هو الألم اللي هيخدوه
وشكرا ع الرد
إرسال تعليق