بسم الله الرحمن الرحيم
لعلك قد تندهش من هذا السؤال .. ولكن قبل أن أذكر لماذا دار في خاطري .. دعمي أجيب عنه أولاً ..
طبعاً يجوز الصلاة خلف إمام ينتمي للحزب الوطني .. الذي لا يجوز الصلاة خلفه هو المبتدع أو الفاسق المعروف فسقه .. وأنا لا أعتقد ان الانتماء الي الحزب الوطني بدعة أو فسق .. ولكن لا نعرف ماذا تخفي لنا الأيام ؟!!
أما لماذا دار في ذهني .. هو أنتخابات المحليات .. عندما وجدت المسئول عن مسجدنا مرشح نفسه في المحليات تحت شعار الحزب الوطني .. وهذا الرجل نحسبه علي خير ولا نزكي علي الله أحداً وله مواقف طيبة و خصوصاً في موضوع غزة فقد قام بجمع التبرعات كما له موقف من المقاطعة ( علق بوسترات المقاطعة علب باب المسجد ) و أشياء كثيرة طيبة .
ولكن ... لماذا الحزب الوطني – عياذاً بالله – والله شئ عجيب .. حزب يجهر بأنه ينتهج النهج العلماني و الدولة المدنية – لا يعترف بالاسلام كدولة ولا بتطبيق الشريعة – و يحاول ترسيخ بدعة المواطنة .. تلك البدعة التي تتنافي مع مفهوم الولاء و البراء الذي هو جزء من عقيدة المسلم .. وحكومة هذا الحزب .. او حزب هذه الحكومة ما هو إلا .. فاشست .. و فاسد و .. أشياء كثيرة ولعل ما حدث في المحلة دليل علي ذلك .. وهو ليس بالشئ الجديد .. فقد حدث في انتخابات 2005 و يحدث في كل انتخابات اتحاد طلبة و في المظاهرات .. و هو إستعانة الأجهزة الأمنية بالمسجلين خطر و البلطجية و بعد المسجلين في مباحث – الأداب – ليقوموا بالتحطيم و التكسير و النهب و الإعتداء علي المواطنين و إلصاق هذه التهمة بالمعارضة ليجدوا مصوغاً للقبض عليهم ولكن والأهم هو تعطيل المظاهرات و إظهارها بأنها إجرامية .
والله لو قعد أعدد مساوئ الحزب و مهازله .. لما انتهيت .. وما خفي كان أعظم فالحزب الوطني ما هو إلا طاغوت من الطواغيت ، ووعد الصادق الذي لا ينطق عن الهوي صلي الله عليه و سلم :
الترغيب و الترهيب
لا أعلم والله لماذا يشترك إمام مسجد في هذا الحزب .. حتي في موضوع غزة عندما جمع التبرعات لأهل غزة .. ألم يتذكر في أن هذا الحزب هو من أغلق الحدود مع أهل غزة ؟!!
يعني .. نقتلهم .. ثم نشحت لهم كفناً ؟!! وعجبي
ومن العجيب أيضاً .. أن هذا الشيخ علي علاقة طيبة بشيخ أخر يعطي درس في المسجد وهذا الشيخ – اخواني – والأثنان أصدقاء !!
وعلي ذكر الأخوان ..
كالعادة عند كل انتخابات عمالية .. نقابية .. طلابية .. مجلس الشعب .. الشوري .. محليات .. يقوم الاخوان بتعبئة الشارع و دعوة الناس للأنتخابات و الايجابية والمشاركة .. ثم يقوم الحزب الوطني بشطب مرشحيهم و يتركا نفرين أو نفرين و نص !! وبعدها ينادي الأخوان بمقاطعة الأنتخابات و يشجبوا .. والله حاجة تزهق .. يعني الاخوان مش عارفين الحزب الوطني ؟!! انا معرفش ايه اللي بيجعلهم ينزلوا الانتخابات وهم عارفين ماذا سيحدث ثم يقولون انها باطلة .. والله احنا عارفين ان الانتخابات باطلة .. والحكومة باطلة .. و .. باطل .
ولنعود الي كلامنا و ننظر حولنا و لنحدد من العدو ومن الصديق .. ونعرف أن الحزب الوطني لا توجد بينه و بين اي مسلم ذو توجه إسلامي أرضية مشتركة .. حتي في مبادئ الحزب عندما يتحدثون عن الاخلاق و الثقافة .. يخلطوها و يقولوا انها مستمدة من الشخصية المصرية .. حتي الثقافة الإسلامية و أخلاق الإسلام يحاولوا تلاشيها !! فما بالك بدولة الإسلام .. هل يعتقدون فيها أصلاً ؟!!
أم الدين عنهم هو المسجد فقط علي وزن المثل الشعب – صحبي و صاحبك ع القهوة – أصبح المسجد مثل القهوة تدخل القهوة تشرب كباية شاي أو تدخل المسجد تصلي ركعتين .. لا يهم أعمل ما تريد .. ولكن تتحدث عن الاسلام كدولة .. لا شكراً الي هنا و يبقي انت خطر علي استقرار الدولة .
و عموماً .. مبروك للحزب الحاكم الفوز بالتزكية و لي الذراع .. وأنا أطالب بأن تكون المحليات و مجلس الشعب و الشوري بالتعيين .. مثل ما كل شئ بالتعيين .. حتي دار الإفتاء و الأزهر .. أذا كان دين ربنا بتعينوه .. مش عاوزين تعيينوا أرادة الشعب .. أيهم أحق بالتعظيم .. فان كان هذا هو الحال مع الله .. فما بالك بالحال مع الشعب الغلبان ؟!!
وحتي عندما يلغوا الانتخابات الاطفال تستطيع الذهاب الي المدرسة و التعليم أفيد من جعل المدارس لجان انتخابات و في النهاية لا يذهب أحد .. وفي الفسحة يتمك تزوير الانتخابات .. وعندها أيضاً نوفر اجور الصناديق و البلطجية و بتوع الأداب .
و نداء الي شيخنا الفاضل .. يا شيخنا .. انت رجل محترم لادي أن تلوث سمعتك بوجودك مع الحزن الوثني .. ولو بتفكر في خدمة الناس .. انت تستطيع خدمتهم .. بلا محليات وبلا انتخابات .. كما تفعل في مسجدنا ومثل المؤسسات المستقلة الأخري .. نحن لا نحتاج منهم أي شئ .. و نتركهم في المحليات يرصفوا الطرق و يسفلتوا الشوارع ثم يهدوها من أجل الكهرباء ثم يسفلتوها ثم يهدوها من أجل الصرف فالمياه فالتليفونات فالبحث عن محفظة مفقودة .. حتي إنها – مصلحة – و طريقة للقضاء علي البطالة و السلام !!
وختاماً .. لكل من قال لي .. انضم للحزب الوطني و قم بأصلاحه بدل الكلام بتاعك .. انا اللي باعمله ده بصلح الحزب الوطني .. لانه لا أمل فيه و أصبح مثل المسران – الاعور- لابد من استئصاله قبل ما ينفجر و يسمم الجسم و يسبب موت المريض و يبقي المريض مات بسبب مسران و كمان أعور .. يعني مات في تيس لانه مات بسبب حاجة – نجسة - .. وكما قال الشاعر :
إن ضل القلب فلا تعجب
أن يسكن في الشيطان
لن يشرق ضوء من قلب
لا يعرف طعم الإيمان
وكما قال شاعر أخر :
آه يا مسلمون متنا قروناً
والمحاق الأعمي يليه محاق
أي شئ في عالم الغاب نحن
أدميون أم نعاج نساق؟!!
نحن لحم للوحش و الطير
من الجثث الحمر و الدم الدفاق
وعلي المحصنات تبكي البواكي
يا لعرض الإسلام كيف يراق
قد هوينا لما هوت و أعدوا
وأعدوا من الردي ترياق
واقتلعنا الإيمان فاسودت
الدنيا علينا و اسودت الأعماق
وأن الجذر مات في باطن الأرض
تموت الأغصان و الأوراق!!
والله المستعان
